اخوتي واخواتي
تعالوا نهنّئ العالم أجمع وأمة محمد صلى الله عليه وسلم بأجمل ضيف عزيز كريم علينا
وهو شهر رمضان المعظم
بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير..
إلى كل مجاهد في ثغر من ثغور الإسلام ..
إلى كل عالم وداعية منفي خارج بلاده..
إلى كل مسلم موارى في سجون طواغيت الغرب والشرق..
إلى كل أم ثكلى فقدت ابنها في سبيل الله..
إلى كل أرملة حزينة فقدت زوجها الشهيد..
إلى كل ابن من أبناء المجاهدين إلى كل بنت من بنات المضطهدين.
"كل عام وأنتم بخير"
وأسأل الله تعالى ألا يأتي عليكم رمضان قادم إلا وكل منكم قد نال مبتغاه، وفرّج الله كربه، ويسّر له أمره.
إلى أمة الإسلام: سلام عليك.. أسأل الله تعالى أن يعجل بنصرك، ويعلي من كلمتك، ويرفع فوق الرؤوس رايتك.
تعم الفرحة عالمنا الإسلامي من مشرقه إلى مغربه كل عام بحلول هذا الضيف العزيز الكريم علينا.. فهلاّ حاولنا إضفاء الفرحة والابتسامة على شفاه الآخرين، من يتامى أو ثكالى أو معوذين.
مع انطلاق أذان المغرب من كل يوم من أيام رمضان ونحن ننظر لأبنائنا بين أيدينا، يتناولون إفطارهم، وقد غمرتهم السعادة وملئت قلوبنا السكينة بفرحتنا بهم وسعادتنا لفرحهم..
علينا أن نتذكّر أن هناك من يفطر بالعراء، وقد فقد داراً تأويه أو عزيزاً يسكن إليه، فلا أقل من أن نذكرهم بدعاء وتضرّع وابتهال إلى الله أن يفرّج كربهم، ويجبر مصابهم، وهناك وليس بمنأى منا، من يذود عن حياض الإسلام، في قلب العروبة بفلسطين ولبنان والعراق، وفي بلاد القوقاز، وفي أرض الأفغان، وغيرها من أراضي الإسلام.
فلا أقل من أن نتذكرهم بدعاء في أسحار رمضان، بقلب مفتوح، ونفس متعلّقة بالعرش بأن يفتح الله عليهم وينصرهم على عدونا وعدوهم، فوالله ما ذهبوا هناك إلا لنطمئن نحن في ديارنا ونتمتع بالنظر إلى أبناءنا وأهلنا واحبابنا .
مع إشراقة رمضان وشذى عطره النفاذ، تزداد النفس شفافية مع ربها سبحانه.. ومع هذه الشفافية تنطلق الدعوات الصالحات، في هدأة الليالي لتعانق نسيم الأسحار متضرعة إلى ملك جبار.. وفي نفس الهدئة ومع نفس النسمات تتعانق أنفس الأسرى هنا وهناك؛ في سجون ظلم ما ضمتهم ولا نقمت منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد، وهناك بعيداً بعيداً عن الأوطان في سجون ما ضمتهم إلا لأنهم هرعوا لنصرة إخوانهم وغوثهم وإعانتهم..
فاللهم يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعّال لما يريد يا غياث المستغيثين أغثنا وأغثهم.
وبعد الإفطار مع شوق الانتظار، يهب الأجاويد لملاقاة الحميد المجيد في صلاة التراويح، يتلون القرآن وينهلون من معين التسبيح، وتتهادى الكلمات من أفواه الدعاة بين الصلوات، كلؤلؤ منثور يحيط بالحضور، وفي نفس الأوقات تجد أصنافاً من الدعاة قد أبعدوا عن ديارهم، وأخرجوا من أوطانهم، لا لشيء، سوى أنهم صدعوا بالحق وأعلنوا عقيدتهم، يتمنون بكل جوارحهم مشاركة أمتهم بفرحتها في رمضان، فلا تنسوهم بصالح الدعاء بأن يردهم الله إلى أوطانهم وديارهم ، ويؤيدهم ويؤيد بهم شرعه ودينه.
وعلى كل منا أن يتذكر نعم الله عليه، وأولاها بالشكر وأعلاها في الذكر نعمة الإسلام، وكفى بها نعمة ومنة، ومن شكر هذه النعمة العودة إلى منعمها بامتثال ما أمر والانتهاء عما نهى عنه وزجر، والعودة إلى ملته الغراء المحجة البيضاء..
فإياكم إياكم والزيغ عنها؛ فلا يزيغ عنها إلا هالك.. فاللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك.
ومن شكر النعمة ألا تعصي الله بها، ونعمة الوقت من أجلّ النعم لأنك لو استغللتها كما يجب أورثتك الجنة، ولو ضيّعتها فقد ضيّعت الأمانة..
أما لو قضيتها في لهو محرم، وفحش وبذاء، فقد بارزت الله بالمعصية.. فإياك إياك، وما أعده شياطين الجن والإنس لإفساد رمضان على عباد الله..
وتذكّر إخوانك ممن يقضونه في جهاد وذكر وشكر، واعتكاف وطواف، وقف مع نفسك واجعل من رمضان بداية جديدة، تحمل معها رسالة الإسلام على عاتقك لتهديها لمن بعدك، كما أهداها لك من قبلك ناصعة بيضاء نقية.. فالله الله في الأمانة.
وأوصيك أخي /أختي بألا تدع باباً من الخير تستطيع أن تأتيه في رمضان إلا أتيته، فلا تضيع القرآن أوالصدقات أو الصلوات أو الدعوة أو الأمر بالمعروف أو العمرة، وكل على حسب جهده، فكن من أصحاب الهمم العالية.
اللهم بلّغنا رمضان، اللهم تقبل من رمضان واستلمه منا متقبلاً، اللهم هيّء للامة أمر رشد يعزّ فيه أهل طاعتك ويذلّ فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر..
اللهم انصر المجاهدين في كل دار، وفرّج كرب الأسرى الأبرار، ويسر الهدى للعاصين والفجّار..
أترككم في رعاية الله وأمنه