الآية الكريمة:
يقول تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) [النبأ: 6-7].
شرح الآية:
يتحدث رب العالمين في هاتين الآيتين عن نعمه الكثيرة، فهو الذي مهد لنا الأرض لنتمكن من الحياة عليها، وهو الذي جعل الجبال أوتاداً ليثبت بها الأرض. والوتد هو كل ما يثبّت به، والجمع أوتاد.يقول أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط: (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) أي ثبتنا الأرض بالجبال كما ثبت البيت بالأوتاد.
وفي الحديث الذي رواه الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لما خلق الله الأرض جعلت تميد، فخلق الجبال، فعاد عليها بها، فاستقرت.
الحقيقة العلمية:
عندما درس العلماء القشرة الأرضية وجدوا أن هذه الطبقة من طبقات الأرض ليست متساوية من حيث السماكة، فهي تختلف من منطقة لأخرى، والغريب أن المناطق من القشرة تحت الجبال تكون سميكة جداً.
فقد وجد العلماء أن لكل جبل جذر يمتد تحت الأرض لعشرات الكيلو مترات، وحتى الصور التي يرسمها العلماء للجبال تظهر فيها هذه الجبال وكأنها أوتاد مغروسة في الأرض. وقد ثبت أن هذه الأوتاد تثبت قشرة الأرض، والغلاف الصخري تحتها لكيلا تضطرب الأرض بنا.
وجه الإعجاز:
يقول الشيخ الزنداني: لقد تأكد الباحثون عام 1956 أن تحت كل جبل عرقاً لهذا الجبل، وامتداداً له قد غرس في الطبقة العجينية أو اللزجة تحت طبقة الصخور. ويقول الدكتور فاروق الباز مدير معهد علوم الأرض والفضاء: إن هذا السر قد ذكره القرآن قبل ألف وأربع مئة عام، فقال تعالى: وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا أي جعلها أوتاداً في هذه الأرض.
رسم يوضح شكل الجبل المغروس في الأرض، وكيف يمتد تحت سطح الأرض لأكثر من 70 كيلو متر، هذا الوتد تحدث عنه القرآن بقوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) [النبأ: 6-7].
[img][/img][img][/img][img][/img]
[url][/url]