بالفعل واجهت بعض الصعوبة فى العثور على بداية مناسبة لهذا المقال.. هل نبدأ بالحديث حول نشأة الماركسية فى أوروبا وتطورها فى آسيا ثم تسللها إلى إفريقيا؟!! .. أم أنه من الأفضل أن نفتتح المقال بالكلام فى موضوع جذاب شيق يباسب الجميع كالبطيخ المثلج على سبيل المثال؟!! .. فى النهاية وجدت أنه من الأنسب بإعتبارنا - نتحدث من خلال منبر هو سياسى فى المقام الأول – أن تكون بداية موضوعنا عن حال الكرة فى مصر....
سؤال : هل أنت أهلاوى ؟!!
هل تجد صعوبة فى التعايش مع الجنس الآخر ( اللى هو أبيض كده وشكله غريب ؟!)
هل تشعر بالفخر تجاه الجماهيرية العريضة لفريقك والتى تتجاوز 60% مقارنة ببقية فرق الدورى المصرى مجتمعين ..؟
طيب..
هل حاولت أن تصل للسبب الحقيقى وراء هذه الشعبية الأسطورية ...؟!
ستقول : "الجمهور عنده وعى" أو أن " الأهلى أهلى برضه!" أو أنه " هو ده الواقع يا كابتن !!".. وهى جميعًا إجابات وردود (أهلاوية) محفوظة عن ظهر قلب .. لكننا ننشد الإجابات المنطقية والردود الواقعية ..
والواقع أنه لو عدنا بالذاكرة إلى حقبة الخمسينات والستينات فى مصر - وهى من أعتى فترات الثورة الشيوعية - حيث كان على الفتى الشيوعى أن يواجه عنف وتعنت النظام ، والنظام الذى يليه، فما كان له إلا أن يتجه مرغمًا لتشجيع النادى الأهلى كنوع من التنفيس عن طاقته المكبوتة بقرار سياسى ،وتيمنًا بقميصه الأحمر ليس إلا!.. وهكذا ظهر جيل كامل من المشجعين يناصر الأهلى من هذا المنطلق وحده .. وهو ما يفسر التزايد اللا متناه لمشجعى الفريق الأحمر فى ذلك الحين..
وعندما دارت العجلة وجاءت الأجيال التالية للوجود لم يعد التراجع ممكنا ، فكما ينجب ضابط الحربية ملازمين أطفال ، وينجب مدير المستشفى أطباء أسنان ، كذلك يأتى من ظهر الأهلاوى أهلاوية للأبد، من منطلق "قالوا بل وجدنا اباءنا كذلك يفعلون" (*) لكن أغلبهم كان يتصرف من خلال لا وعيه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) سورة الشعراء - الآية 53 .
ولإن سألت رجل الشارع الطيب الآن عن سر انتمائه للأهلى ؛ لنفى وجود أى إرتباط بين ذلك ، وأى علاقة له بأى تيار سياسى ولربما إتهمك بالجنون! بالمناسبة : من خلال مواقف صغيرة كتلك نلاحظ أن عدد المناهضين للنظام الحاكم - فى كل مكان وزمان – ليسوا بأى حال "قِلة مندسّة" كما يحلو للبعض أن يتشدق ، لكنها غالبًا أمة كاملة لا تعرف ما تفعل !!!
قد تجد كلامى غريبًا ، لكنها الحقيقة ويمكنك مراجعة فيلم " فوزية البرجوازية " للرائع (أحمد رجب) ..
ولو راجعت أسماء أعلام الفكر والأدب وثورجية القرن مثل أحمد رجب ومحمود السعدنى وأحمد فؤاد نجم وغيرهم ، لوجدت أن أغلبهم ينتمى للنادى الأهلى ولم نسأل عن السبب!!
ولو كنت تتأمل بعقلانية وبلا تعصب ، فيمكنك تطبيق الطريقة الآتية :
1 - إبحث عن الدول الأوروبية التى عانت فيها الماركسية إضطهاد النظام الحاكم .
2 - إبحث عن الفرق الأكثر شعبية فى دوريات تلك الدول .
3 – لا حظ لون تى – شيرتات تلك الفرق ..!!
خلاصة الكلام أنه لو كانت الماركسية ثورة "زراعية" وليست صناعية ، لكان شعارها هو الأخضر بدلاً من الأحمر ، ولكان "الإتحاد السكندرى" هو (سيد البلد) حقًا..!
ربما أغضب حديثى الكثيرين ، لكن الحقيقة هى أن النادى الأهلى كان محظوظًا إلى حد غير مسبوق.. وحكمة المقال أنه لو ولدت لتجد أن أباك هو "أوناسيس" فليس لك أن تتفاخر أو (تتنطط) على ولاد الغلابة ، لأنه ليس لك أى فضل فى هذا .. فقط احمد الله فى سرّك و(خلّى الطابق مستور)..!
وختامًا لكم هذه النكتة كنهاية لحديث أعلم أنه لن ينتهى..
(إتنيت زملكاوية مساطيل - كالعادة - سأل أحدهما الآخر : شىء كروى، ظاهره أخضر وباطنه أحمر، ويمتلىء قلبه بالبذور السوداء.
فقال الآخر بلا تفكير : واحد إسكندرانى siss)